طاقة سوبيائية

استوقفني منظر هؤلاء الشباب في الشوارع وهم ينادون بأصوات عالية ( سوبيا .... سوبيا يا صايم .... برد فطورك ياصايم ....) نغمات لو أنني استطعت نقلها ملحنة لفعلت ما أجملها وهي تخرج من حناجر شابة خرجت للبحث عن لقمة العيش بلا حياء أو تعالي على العمل في البيع والشراء في الشوارع ..... ولكن هل هذا يكفي ... لا ،.،.،. لا يكفي .
أين هم عن حلقة الخضروات التي يسرح ويمرح العمال الأجانب فيها ويجنون عشرات الألوف في كل شهر؟؟ .... وهم يبيعون السوبيا في الشوارع ..... أين هم عن التجارة في مواد البناء والبقالات والبوفيهات ؟؟... وهم يبيعون السوبيا في الشوارع .... أين هم عن حلقة الماشية والأجانب يبيعون ويسلخون ثم يذبحون ويسلخون؟؟ .... وهم يبيعون السوبيا في الشوارع .... أين هم ؟؟..... وأين هم ؟؟.....
سادتي وأخواتي :
لماذا حرروا بيع السوبيا وغيرها في البيع والشراء فهو عيب ؟؟... ماذا حدث لهم هل هم وصلوا إلى نقطة مكانك سر؟؟؟....هل يفتقرون للعقول المبدعة في التعامل والبيع بسوق الخضار والمحلات التجارية والأسواق ؟؟؟....هل باتوا شبابا يأكل ويشرب وينام طوال العام ويبيع السوبيا في رمضان ؟؟؟....هل تنقصهم الكفاءات والقدرات والطاقات إلا في بيع السوبيا ؟؟؟
لا فالطاقات الشبابية لا ننكر وجودها وهي تختلف من حيث قدراتها بين شاب وآخر ولكن الواجب هو استغلال تلك القدرات لا أن يتركها ويفرغها في الضرر بخلق الله وسوء الحال بل الى كل ما يفيد ه ويفيد من حوله ،(عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شباب ) رواه أحمد .
فالطاقات المهدرة في المجتمع السعودي جديرة بأن يتم الالتفات إليها.... وصقلها... وتشذيبها....ومن ثم احتضانها كبذرة تنبض بالحياة... فتوضع في أرض طيبة....يكون غراسها نظرات حانية من عين تعي معنى المسؤولية.... وتقدر حجم الأمانة... تظل ساهرة.. راعية... حارسة لهذه النبتة... حتى تخضر... وتنبت.. ويصلب عودها... وتورق ثمارا يانعة... وفروعا نضرة.... يستظل بظلها الجميع . وجولة قصيرة في إجازة نهاية الأسبوع في شوارع كشارع التخصصي في الرياض أو التحلية بجدة وكذلك بالرياض وكورنيش الدمام كفيلة بأن توضح كم هي الطاقات المهدرة في بلادنا.
وفي حقيقة الأمر هذا مؤلم ومؤسف يؤلمنا جميعا ان يكون شبابنا فارغ أجوف خالي من أي هدف سوى بيع السوبيا في رمضان ....ويملك من الوقت والطاقة والقدرات ما يجعله يحقق بهم المعجزات .
يتهم البعض الظروف الاجتماعية بأنها تعيق الشباب ... مثل العادات والتقاليد السائدة في مجتمعاتنا... والتي تعيق تحقيق بعض أهداف وأنشطه الشباب....وكذلك التربية التلقينية للشباب في البيت والمدرسة تمنعهم من الاستقلالية والحسم في اتخاذ الخطوات...وأخذ المبادرة .
دعونا نسترجع ما في دهاليز ذاكراتنا أليس كل جيل يذم الجيل الذي يليه وربما نتيقا بأن هذا من مسببات الهدر بمعنى أن كثيرا من الذين عاشوا في الأجيال السابقة دائما يذمون في الشباب أنتم جيلكم مُنعم وفاشل كونوا مثلنا كنا كذا وكذا وهذا متناقل بين الأجيال في تحطيم مكشوف .
خلاصة القول : الفرص موجودة والمجالات مفتوحة للجميع والأموال متناثرة في أماكن شتى ... ولكن متى يستنهض الشباب ويعرف بأن المكتب والكرسي الدوار ليست هي الوسيلة الوحيدة للكسب الحلال .

همسسسسسة :
سأل الممكن المستحيل : أين تقيم ؟ فأجابه في أحلام العاجز

شكرااااا لك ياقمر,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

يعطيك العوؤآآفي !

يسلموؤ الانآآإمل ..

الله يعطيك عافيه